ثقافة معرض "حوارات الصمت" للرسام المصري مجدي الكفراوي: مغامرة لونية تتشابك فيها الكيانات بالظلال
يعتبر معرض "حوارات الصمت" الذي تستضيفه قاعة الباب ـ سليم بمتحف الفن الحديث، للفنان مجدي الكفراوي، مغامرة لونية تتشابك فيها الوجوه ويبدو الظل والنور بطلان خفيان في الأعمال التي تقارب 40 لوحة من التصوير الزيتي، ويغلب على اعمال الفنان الإحساس بالريف والوجوه الريفية، كما يبدو اهتمامه بتجسيد المرأة في اعماله بما لها من دلالات وأبعاد مختلفة، غالبا على معظم الأعمال. وهو ما يشير الى رؤية فنية تحمل هذا الجسد او الملامح الأنثوية رؤية مستقبلية أو واقعية، تشير الى فرادة التكوين والتنوع في معالجته بشكل فني.
المغامرة اللونية الحقيقية في اعمال الكفراوي تكمن في تقديمه عدة لوحات بلون واحد، " الأزرق مثلا" بكل درجاته يبدو واضحا وثريا ومعبأ بالدلالات في أكثر من لوحة، ويساعد الفنان في ذلك تداخل المدارس الفنية في اعماله ما بين التأثيرية والتعبيرية والتجريدية والتكعيبية، كما يغامر أيضا بكسر مساحات لونية كبيرة تتكون من الأزرق " البارد" بلون ساخن مثل البرتقالي أو الأحمر او الأصفر، وفي اكثر من لوحة تبدو هذه التيمة " كسر اللون، وكأنها تمتلك قيمة درامية في اللوحات، ليبدو وجه او جسد المرأة الموجودة في اللوحة مشعا أو منيرا بشكل استثنائي.
لوحات المعرض مشبعة بالتفاصيل الدقيقة التي تتجاوز او تتعدى الرؤية المباشرة للوجه او الجسد الموجود في اللوحة، ليصبح عمق اللوحة محملا بالتيمات التي تشكل لغزا او قيمة أخرى مضافة، وتساعد على تعدد الرؤية للعمل الواحد.
وتمتلك الأعمال التجريدية في المعرض روحا خاصة، تشير الى قدرة الالوان على التعبير، واقتحامها للمتلقي، وفرض أبعاد بصرية متنوعة تثير ذهن المتلقي وتدفعه للتساؤل أكثر من مرة عن المعنى او السر الكامن خلف العمل، إلا ان قوة الألوان تتجاوز البحث عن معنى ليبقى الإحساس باللون هو الغرض النهائي او الأكثر تأثيرا .
المعرض يعتبر إضافة جديدة لمسيرة الكفراوي وهو المعرض الفردي الثالث عشر له ، وتبدو فيه أعماله متنوعة ما بين امتداد لمعارضه ومسيرته السابقة بروحه المميزة، وبين محاولة التمرد والخروج عن النمط او الشكل الذي عرف به في الوسط الفني.
افتتح المعرض الدكتور أحمد عبد الغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة وحضره عدد كبير من الكتاب والمثقفين والفنانين من بينهم الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة والدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق، والروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد والكاتبة الكبيرة فريدة الشوباشي، واستضافت القاعة الشاعر الكبير أحمد بخيت في امسية شعرية أقامها داخل المعرض.